الذكاء الاصطناعي- سلاح ذو حدين بين الإبداع والتضليل.
المؤلف: محمد مفتي09.28.2025

تُعد تقنية الذكاء الاصطناعي نتاجًا بالغ الأهمية للثورة التكنولوجية المعاصرة، حيث يتم توظيفها في شتى التطبيقات العصرية التي يسرت معالجة الكثير من جوانب الحياة، فضلاً عن توفير الوقت والمال والجهد. تجدر الإشارة إلى أن الذكاء الاصطناعي ليس كيانًا بشريًا، بل هو عبارة عن حزمة برمجيات متطورة تعمل وفق نظام الحاسوب الآلي، ولا تمتلك القدرة على التفكير كما يفعل العقل البشري، بل هي مجموعة من البرامج المتخصصة التي تقوم بالبحث والتحليل واستخلاص النتائج وتقديم المقترحات القيمة.
في الماضي، كان الذكاء الاصطناعي يُستخدم بشكل أساسي لفهم وتحليل البيانات، ولكن في الوقت الحالي، بات قادرًا على المساعدة في إنشاء محتوى جديد تمامًا، مثل الصور والموسيقى، ويُستخدم على نطاق واسع في صناعة السينما لإعادة تركيب المشاهد التي قد تكون بعيدة المنال عن الواقع. على سبيل المثال، لا تستطيع أي شركة إنتاج أفلام عالمية أن تتحمل تكلفة تحطم طائرة على أرض الواقع لجعل المشهد يبدو طبيعيًا، ولكن تقنيات الذكاء الاصطناعي المتقدمة قادرة على تركيب مثل هذه المشاهد بطريقة تجعلها تبدو حقيقية للمشاهد.
وفي مجال المؤثرات الصوتية، تستطيع تقنية الذكاء الاصطناعي تحليل الأصوات بدقة وقياس درجة تردد صوت أي إنسان، ومن ثم يمكنها نسبة أي مقولة لأي شخص (تم أخذ عينة صوت لتحليلها) بصوته الحقيقي، مما يجعلها تبدو وكأنها صادرة عن صاحب الشخصية الحقيقية. هذه التقنية، كما ذكرت، تُستخدم في العديد من التطبيقات، وعلى رأسها صناعة السينما والبرامج الوثائقية، مما يُضفي متعة فائقة للمشاهد.
خلال فترة الحرب الروسية الأوكرانية، وكذلك خلال الحرب الأهلية السورية، لاحظت انتشار بعض المقاطع المصورة المفبركة على شبكات التواصل الاجتماعي، بما في ذلك تطبيق "تيك توك"، والتي بدت وكأن الجيش السوري قام باعتقال بشار الأسد. كما صادفت خطابات للرئيس الروسي فلاديمير بوتين يتحدث فيها عن الحرب وكأنها صادرة منه شخصيًا، على الرغم من نفي وسائل الإعلام صحة هذه الخطابات.
هذه التقنية المبتكرة من خلال تقنيات الذكاء الاصطناعي، والتي كان الهدف منها في الأساس هو الترفيه، أصبحت للأسف الشديد تُستخدم على نطاق سلبي واسع لإثارة الفتن وتأليب الشعوب في مختلف الدول. يتم استخدام صوت أي مسؤول وكأنه يتحدث ضد مصالح شعبه، فعندما يزعم شخص مغرض أن مسؤولاً ما في نظام أي دولة قد أدلى بتصريح مسيء، قد تكون نسبة المصداقية في ذلك الزعم منخفضة للغاية، لأن القارئ سيتساءل بشكل طبيعي عن مصدر هذا التصريح. ولكن عندما تُستخدم تقنية الذكاء الاصطناعي بمهارة لتجسيد شخصية المسؤول واستخدام ما يبدو كأنه صوته الحقيقي، فإن نسبة المصداقية لدى المشاهدين قد ترتفع بشكل كبير.
خلال تصفحي لبعض وسائل التواصل الاجتماعي مثل منصة "إكس" أو "تيك توك"، أجد كثيرًا - وبشكل ملحوظ - سوء استغلال لتلك التقنية بهدف مهاجمة مؤسسات المملكة، وعلى رأسها الهيئة العامة للترفيه. يتم دمج بعض اللقطات السلبية وغير الحقيقية في معظم حفلات وفعاليات الهيئة، بحيث تبدو وكأنها جزء من فعاليات الهيئة بالفعل، على الرغم من أن العقل والمنطق يرفضان مثل هذه الادعاءات الباطلة. ومن المؤسف أن بعض الأشخاص الذين يفتقرون إلى الخبرة في تمييز الحقائق يقومون بإعادة نشر هذه المشاهد البعيدة عن الواقع لتحقيق أعلى نسب مشاهدة لصفحاتهم الشخصية، وبالتالي تحقيق أرباح من المنصة نفسها.
من المؤكد أن كل تقنية تم ابتكارها في الأساس هي للخير وليس للشر، والعبرة في طريقة استخدامها. فالهدف من تصنيع أي دواء هو علاج مرض معين في الجسم، ولكن سوء استخدام الدواء في غير محله أو لعلاج أمراض أخرى قد يؤدي إلى نتائج سلبية قد تصل إلى وفاة الإنسان. هذه الحقيقة يجب أن يدركها الجميع في عصر انتشر فيه المغرضون والحاقدون في كل مكان. هذا الاستخدام الخاطئ لبعض تقنيات الذكاء الاصطناعي أصبح مهنة تدر الكثير من المال على البعض، لكنها في الوقت نفسه تكشف عن خبايا نفوسهم المريضة التي تسعى إلى نشر الفتن.
بالنسبة لي شخصيًا، لا أستغرب هذا الوضع على الإطلاق، فالنفس البشرية بطبيعتها تميل إلى الشر وتستخدم كل ما لديها لتحقيق أهدافها الدنيئة. فالقاتل المأجور يقتل شخصًا لا يعرفه ولا يمت له بصلة من قريب أو بعيد، وذلك لتحقيق منفعة مادية من طرف يعرف جيدًا نقاط ضعفه وطمعه في المال، فيقوم بتوظيفه كأداة لتنفيذ أجندات خارجية مشبوهة مقابل مبلغ زهيد من المال.
إننا نعيش الآن في عصر الذكاء الاصطناعي الذي حقق إنجازات عظيمة في مجال الصالح العام، والتي يمكننا الاستفادة منها ونحن في منازلنا دون الحاجة إلى بذل جهد في التنقل أو السفر. ومع ذلك، فإن لكل تقنية وجهين، أحدهما يمكن استخدامه للخير والآخر للشر. إن سوء استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في غير الأغراض المخصصة لها هو قمة الغباء. ورغم علم القيادة الرشيدة للمملكة العربية السعودية بالجوانب السلبية لتقنيات الذكاء الاصطناعي، إلا أنها قارنت بين الجوانب الإيجابية والسلبية، ونظرًا لأن الجانب الإيجابي يصب في مصلحة المواطنين، فقد اختارت المضي قدمًا في هذا الاتجاه، وذلك لحرصها الشديد على كل ما يحقق مصلحة المواطن. فالدولة تضع مصالح مواطنيها على رأس أولوياتها، لذلك يجب على كل مواطن أن يبتعد عن كل ما قد يضر بوطنه وأن يتجنب مصادر الشر في كل تقنية.
في الماضي، كان الذكاء الاصطناعي يُستخدم بشكل أساسي لفهم وتحليل البيانات، ولكن في الوقت الحالي، بات قادرًا على المساعدة في إنشاء محتوى جديد تمامًا، مثل الصور والموسيقى، ويُستخدم على نطاق واسع في صناعة السينما لإعادة تركيب المشاهد التي قد تكون بعيدة المنال عن الواقع. على سبيل المثال، لا تستطيع أي شركة إنتاج أفلام عالمية أن تتحمل تكلفة تحطم طائرة على أرض الواقع لجعل المشهد يبدو طبيعيًا، ولكن تقنيات الذكاء الاصطناعي المتقدمة قادرة على تركيب مثل هذه المشاهد بطريقة تجعلها تبدو حقيقية للمشاهد.
وفي مجال المؤثرات الصوتية، تستطيع تقنية الذكاء الاصطناعي تحليل الأصوات بدقة وقياس درجة تردد صوت أي إنسان، ومن ثم يمكنها نسبة أي مقولة لأي شخص (تم أخذ عينة صوت لتحليلها) بصوته الحقيقي، مما يجعلها تبدو وكأنها صادرة عن صاحب الشخصية الحقيقية. هذه التقنية، كما ذكرت، تُستخدم في العديد من التطبيقات، وعلى رأسها صناعة السينما والبرامج الوثائقية، مما يُضفي متعة فائقة للمشاهد.
خلال فترة الحرب الروسية الأوكرانية، وكذلك خلال الحرب الأهلية السورية، لاحظت انتشار بعض المقاطع المصورة المفبركة على شبكات التواصل الاجتماعي، بما في ذلك تطبيق "تيك توك"، والتي بدت وكأن الجيش السوري قام باعتقال بشار الأسد. كما صادفت خطابات للرئيس الروسي فلاديمير بوتين يتحدث فيها عن الحرب وكأنها صادرة منه شخصيًا، على الرغم من نفي وسائل الإعلام صحة هذه الخطابات.
هذه التقنية المبتكرة من خلال تقنيات الذكاء الاصطناعي، والتي كان الهدف منها في الأساس هو الترفيه، أصبحت للأسف الشديد تُستخدم على نطاق سلبي واسع لإثارة الفتن وتأليب الشعوب في مختلف الدول. يتم استخدام صوت أي مسؤول وكأنه يتحدث ضد مصالح شعبه، فعندما يزعم شخص مغرض أن مسؤولاً ما في نظام أي دولة قد أدلى بتصريح مسيء، قد تكون نسبة المصداقية في ذلك الزعم منخفضة للغاية، لأن القارئ سيتساءل بشكل طبيعي عن مصدر هذا التصريح. ولكن عندما تُستخدم تقنية الذكاء الاصطناعي بمهارة لتجسيد شخصية المسؤول واستخدام ما يبدو كأنه صوته الحقيقي، فإن نسبة المصداقية لدى المشاهدين قد ترتفع بشكل كبير.
خلال تصفحي لبعض وسائل التواصل الاجتماعي مثل منصة "إكس" أو "تيك توك"، أجد كثيرًا - وبشكل ملحوظ - سوء استغلال لتلك التقنية بهدف مهاجمة مؤسسات المملكة، وعلى رأسها الهيئة العامة للترفيه. يتم دمج بعض اللقطات السلبية وغير الحقيقية في معظم حفلات وفعاليات الهيئة، بحيث تبدو وكأنها جزء من فعاليات الهيئة بالفعل، على الرغم من أن العقل والمنطق يرفضان مثل هذه الادعاءات الباطلة. ومن المؤسف أن بعض الأشخاص الذين يفتقرون إلى الخبرة في تمييز الحقائق يقومون بإعادة نشر هذه المشاهد البعيدة عن الواقع لتحقيق أعلى نسب مشاهدة لصفحاتهم الشخصية، وبالتالي تحقيق أرباح من المنصة نفسها.
من المؤكد أن كل تقنية تم ابتكارها في الأساس هي للخير وليس للشر، والعبرة في طريقة استخدامها. فالهدف من تصنيع أي دواء هو علاج مرض معين في الجسم، ولكن سوء استخدام الدواء في غير محله أو لعلاج أمراض أخرى قد يؤدي إلى نتائج سلبية قد تصل إلى وفاة الإنسان. هذه الحقيقة يجب أن يدركها الجميع في عصر انتشر فيه المغرضون والحاقدون في كل مكان. هذا الاستخدام الخاطئ لبعض تقنيات الذكاء الاصطناعي أصبح مهنة تدر الكثير من المال على البعض، لكنها في الوقت نفسه تكشف عن خبايا نفوسهم المريضة التي تسعى إلى نشر الفتن.
بالنسبة لي شخصيًا، لا أستغرب هذا الوضع على الإطلاق، فالنفس البشرية بطبيعتها تميل إلى الشر وتستخدم كل ما لديها لتحقيق أهدافها الدنيئة. فالقاتل المأجور يقتل شخصًا لا يعرفه ولا يمت له بصلة من قريب أو بعيد، وذلك لتحقيق منفعة مادية من طرف يعرف جيدًا نقاط ضعفه وطمعه في المال، فيقوم بتوظيفه كأداة لتنفيذ أجندات خارجية مشبوهة مقابل مبلغ زهيد من المال.
إننا نعيش الآن في عصر الذكاء الاصطناعي الذي حقق إنجازات عظيمة في مجال الصالح العام، والتي يمكننا الاستفادة منها ونحن في منازلنا دون الحاجة إلى بذل جهد في التنقل أو السفر. ومع ذلك، فإن لكل تقنية وجهين، أحدهما يمكن استخدامه للخير والآخر للشر. إن سوء استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في غير الأغراض المخصصة لها هو قمة الغباء. ورغم علم القيادة الرشيدة للمملكة العربية السعودية بالجوانب السلبية لتقنيات الذكاء الاصطناعي، إلا أنها قارنت بين الجوانب الإيجابية والسلبية، ونظرًا لأن الجانب الإيجابي يصب في مصلحة المواطنين، فقد اختارت المضي قدمًا في هذا الاتجاه، وذلك لحرصها الشديد على كل ما يحقق مصلحة المواطن. فالدولة تضع مصالح مواطنيها على رأس أولوياتها، لذلك يجب على كل مواطن أن يبتعد عن كل ما قد يضر بوطنه وأن يتجنب مصادر الشر في كل تقنية.